وهذه المراتب هي الآتية: الهوى: هو الميل الى المحبوب الشوق: نزوع المحب الى اللقاء الحنين : شوق ممزوج برقة الشغف: التمني الدائم لرؤية الحبيب الغرام: التعلق بالمحبوب لإخلاص منه العشق: الإفراط في الحب المتيم : استعباد المحبوب للمحب الهيام: شدة الحب الجنون : استلاب الحب لعقل المحب الولع: شدة التعلق بالمحبوب الشجن: الهم والكرب اللوعة : الألم الجوى: كثمان الحب الكمد: الحزن الوجد: الصبابة وشدة الحب الوله: التحير من شدة الوجد الكلف: الاستغراق في الحب والحب قد يؤدى الى الجنون، ولذلك فقد يقتل المحب نفسه، وربما مات غما، وربما نظر الى محبوبته فمات فرحا، وقد يشهق شهقة فتذهب معها روحه، وقد يتنفس الصعداء فتختنق نفسه، وربما رأى من يحب فجأة فتخرج روحه فجأة. يقول إخوان الصفا في الحب: "إن المحبين إذا تباوسا وامتص كل واحد منهما ريق صاحبه وبلعه، وصلت تلك الرطوبة الى معدة كل واحد منهما وامتزجت مع سائر الرطوبات ثم وصلت الى الكبد واختلطت بأجزاء الدم، وانتشرت في العروق، وأصبحت جزءا من تكوين الجسد. وإذا تنفس كل واحد منهما في وجه الآخر، اختلط ذلك مع الهواء المستنشق ووصل إلى الرئة ثم الدماغ وإلى القلب وانتقل مع حركة النبض الى سائر الجسد واختلط الدم واللحم". ثم سأله عن السبب في ذلك، فقال: لأن في نسائنا صباحة، وفي فتياننا عفة" وقيل لبعض العلماء، أن ابنك قد أحب" فقال "الحمد لله، الآن رقت حواشيه ولطفت معانيه، وملحت إشاراته، وظرفت حركاته، وحسنت عباراته، وجلت شمائله، فواظب على المليح وتجنب القبيح". ويحكى أن رجلا نظر إلى محبوبته فغشي عليه، فقال أحد الحكماء : "إنه من انفراج قلبه اضطراب جسمه" فقيل له: ما بالنا لا نكون كذلك عند النظر إلى أهلنا؟" فقال: "محبة الأهل قلبية، وهذه روحانية فهي أدق وألطف وأعظم سريانا وفعلا" ويحكى أن بهرام ملك الفرس لم يرزق سوى بولد واحد، فأخذ يعده لولاية العهد بعده، وكان الولد ضعيف الشخصية خنوعا مترددا فاشلا، واتفق الحكماء والمعلمون على أنه لاشيء ينفعه إلا الحب، فكلف الملك عددا من الجواري لإثارته والتقرب منه عله يعلق بحب إحداهن. وحدث أن أحب واحدة منهن، ولما علم الملك بذلك، أمر الجارية بالتجني عليه، وأن تقول له بأنها لن تكون إلا لرجل قوي الشخصية ذكي واعي شجاع ذي رغبة في العلم والحكم، فكان بسبب ذلك الحب، من أكبر ملوك الفرس وأعلمهم. إن الحب يقترن بالتضحية والإيثار وبالحكمة وقال الحكماء إن من يحب يصبح حكيما والحب اتصال بين الأرواح وهو عاطفة إنسانية يتقاسمها الرجل والمرأة على حد سواء، فالرجل يحب والمرأة تحب، وربما فاقت الرجل في حبه وعشقه على الرغم من كل ما يمكن أن نصطنعه من تمنع وجلد وكثمان. ذلك أن المرأة لا تستطيع الصبر في حبها، فهي تذرف الدموع غزيرة على فراق من تحب وتسهر الليالي الطويلة حرقة وشوقا عليه وفي بعض النساء فتنة وسحر لا يرجعان إلى الجمال الجسدي فحسب، بل لذلك صلة وثيقة بعناصر أخرى من الجمال الروحي والإنساني ومن سمو الطبائع وطيب الحديث ورقة الروح وصفاء النفس.