الـــــــــــــــــــــــــ ن ــــــــــــــــــــــورس

" النورس "

"هو طائرٌ يرمز إلى النجاة، جميل المنظر،
لاكنه يخفي نفسيةً شرسة. وهذه قصي مع النورس"

هي لحظة ٌ..

كالفجرِ قد ولدت

من عتمة الليل البهيمْ

ستموتُ.. بين خواطر الصّبحِ

* * *

ناصعٌ كالثلجِ، مسودُّ الضفيرةْ

ريشه مثل الحريرْ

قدّه مثل الغصونْ

عينه الزرقاء بحرٌ شاسعٌ

تائه النظراتِ في قلقٍ وحيرةْ

نسمة الصيف استثارت ريشه

أغرت جناحيه بلمساتٍ مثيرة

ودّع الدفء ليصعد للضياءْ

فارق العش تناديه السماءْ

رفرفت دنياه مرحاً وغناءْ

وكساه خيط الشمس من نسج الضياء

يجري بأيدي الريحِ حانيةٌ وثيرةٌ

* * *

النورسُ الضِّلّيلُ منبهراً

يهفو إلى الدنيا..

دنياه لحظاتٌ

الحب لحظاتٌ

الشوق لحظاتٌ

ستموتُ بين خواطر الصبحِ

* * *

انظر!.. هنالك في الفضاءْ

شدّه للبحر شبحٌ هائمٌ

ذلك الملاح نَبَذته السماء

دون أشرعةٍ.. ولا حتى رجاء

يضرب الحظّ بمجداف الشقاء

حائراً.. مستسلماً..متألماً

فارغَ الوجدان، لايدري مصيره

تائهاً في البحر لا حول له

من ضياع العشق يبحث عن جزيرة

ليس فيها كبرياء

أو فراقٌ و بكاء

* * *

النورس الضليل منبهراً

قد تاه في الملاح عشقا

وظّف الدنيا لكي يحظى به

وسعى إليه، جناحه الحسْنُ

وشفتاه العطاء

والبسمة الصفراء غطّاها الحياء

فجثا يقبله

قبلةً حمراءَ تقطر بالشقاء

تنهش اللحمَ.. وتمتص الدماء

* * *

يا طائراً.. قد تاه في الملاح عشقا

أغريته.. فرآك رمزا

للبقاء، وللسعادةِ.. للجزيرة

الحب عندك لحظةٌ منسيةٌ

دون أحلامٍ.. ولا حتى صفاء

دون أشواقٍ.. ولا حتى لقاء

دون تشريعٍ تقرره السماء

دون غاياتٍ.. ولا حتى وسيلة

هو طائرٌ غرٌّ .. خدعتُه، فَتنه الحياة

لم يدر مامعنى البغاء.. وإنْ بغى

لم يدر ما معنى العذاب.. وإن طغى

هو تائه.. لم يدر ما معنى الفضيلة

ورغماً عنه.. بين يديه قبري

ففي نهديه.. روحٌ من "دَليلَة"

* * *

يا نورساً شرساً تلطّخ بالدماء

عيناك بحرٌ هائجٌ.. شفتاك أبواب الرذيلة

ويداك أنكرتا دمي

وحملن آمالي القتيلة

وهواك يخفق لحظةً

دنياك ..لحظات قليلة