يقول أحد المجاهدين : كنا مرة في قرية من قرى الشيشان وكان فيها مناسبة زواج مع أن الوقت وقت حرب والناس في خوف ورعب إلا أن أهل القرية أصروا على إقامة الزواج وذلك بعد أن ألفوا على صوت المدافع والقاذفات ومشهد الدماء .
والأشلاء،وبينما الناس في نشوة الفرح وقد زفوا العروس إلى زوجها إذ بهم يفاجأوون في آخر الليل بقصف عشوائي من قبل الروس الملاحدة، قصفاً عم القرية كلها والأليم في الأمر أن القصف أتى على المنزل الذي فيه العروسين اللذان كانا يبيتان فيه أول ليلة من حياتهما الزوجية ؛ حيث سقط على سقف البيت صاروخاً غادراً أدى إلى إصابتهما بإصابات بليغة فقد فقدت العروس كلتا قدميها حيث قطعت الأولى في المنزل من قوة الإصابة وأما الأخرى فقد قرر الطبيب بترها حيث لم يبق لها ما تتعلق به إلا الجلد الرقيق الممزق !! يقول هذا المجاهد : مررت على بيت العروسين الذي وقع عليه القصف فرأيت قدماً ملقاة عند البيت فسألت عنها فقيل لي هذه قدم العروس!! فتقطع قلبي حسرة وكمداً ثم انطلقت إلى المستشفى لأجد أحد المجاهدين الذين أصيبوا فإذ به يخبرني عن قطع قدم العروس الأخرى وأنه شاهدها قد بترت لتبقى العروس في أول يوم من أيام زواجها مبتورة القدمين وليبقى زوجها مخضباً بجراحة يتجرعان الألم والحزن فحسبنا الله ونعم الوكيل وإنا لله وإنا إليه راجعون ، ولك أن تتصور حجم المأسآة وألمها إذا قارنت أحوال هذين العروسين وأهلهما الذي ذكرناه آنفاً ، وأحوال أي العروسين وأهلهما في بلادٍ آمنة كبلادنا !!
اللهم لاتبدل علينا النعم نقماً وارفع ما حلَّ بإخواننا من البلاء والمصائب إنك عزيز على كل شيء قدير …