بســمة ألم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بســمة ألم


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 خدو الحكمة من افواه المجانين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مرسال المحبة
المشرف المميز
المشرف المميز



انثى
عدد الرسائل : 437
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 03/02/2008

خدو الحكمة من افواه المجانين Empty
مُساهمةموضوع: خدو الحكمة من افواه المجانين   خدو الحكمة من افواه المجانين I_icon_minitimeالخميس نوفمبر 06, 2008 1:06 pm

خــذوا الحكمة من أفواه المجانيــن !!!

خدو الحكمة من افواه المجانين 1187777755

رأيته يقطع الشارع ذهاباً وإيابا لاستقر على حال وبرغم ما طرأ على ملامحه من تغيير إلا أن ذاكرتي
لازالت محتفظة له بالكثير كيف لا وقد كان بين زملاء الدراسة ( نار على علم ) محتلاً مرتبة الشرف
،عرف بشاعريته وبحبه للمعرفــة وأ خذه من كل عـلم بطــرف وكثيراً ما كان يردد قـول الشاعر :
العــلم بحـــر زاخــــر ** فـخـذ من كل شئ أ حســـنه

إلى جانب ذلك فقد عرف بحكمته و بدماثة أ خلاقه وبمبادراته النبيلة فيما ينفع الناس برغم
قسوة ظروفه .

قيل لي : لقد تغيرت حياته إلى ما ترى بفعل مماطلة أحد القضاة في قضيته المنظورة أمام المحكمة
مدة عشر سنوات ولا زالت قائمة مما سهــل على خصومه الا ستيلاءعلى أرضه .

أما شريط ذاكرته فقد توقف على الحكمة أو ما يعرف اليوم بشعر (الأبجراما)
تكثيف المعنى في ألفاظ قليلة .
دفع به الحظ إلى الجلوس بجانبي في أحد المقاهي مركزاً نظره في عيني تنفرج شفتاه بين الفينة
والأخرى عن ابتسامة مفتعلة تشعر معها بأنه قد يلطمــــك
سألته عن حاله فأجاب : مثل المناخ .

وضعت بين يديه كوباً من الشاي فاستمر في طلب المزيد من السكر فقلت له :
إن الشاي حلو جداً . فرد ( بصوت يتميز غيضاً وقد عقد ما بين حاجبيه) لاحلاوة مع الظلم .

وفجأة ركز نظره في نهاية الشارع ثم ضرب الطاولة بكفه ( ممثلاً حركة القط صائحاً ) العكابر
( الفئران ) في حوش حماس وهو يعني الفئران وانطلق مسرعاً ( أنا أكبر قط في العالم ) وفي
منتصف الشارع توقف ( ضاحكاً بأعلى طاقة صوتية مخزونة لديه) .
ـ سألته أين العكابر ؟
ـ يا مغفل لقد هربوا إلى البيت الأبيض .
في اليوم التالي رأيته مسترخٍٍ على الرصيف في الساعات الأولى من الليل ، أشفقت عليه فقلت :
قم كي لاتمرض .

خدو الحكمة من افواه المجانين 1187777788

ـ ( بهدوء الحكيم ) أنتم أرواحكم هشة تمرضون
.
من ينام معك على الرصيف ؟
ـ كل الأحرار من جن وإنـس وحيوان.

سألته عن حرب صعدة ؟ أشار إليَّ بسبابته المرتعشة محذراً ( عاقداً بين حاجبيه تصطك أسنانه)
ـ أبي قٌــتل هناك وأنا أموت هنا و(القضاة) حرب حقيقية.
ثم تركنا ( غاضباً ): قسماً بالله إن الشيطان لايؤذيني مثلكم .
تبعناه إلى الرصيف الآخر حيث هرب منا ، أعطيته ساندويتشاً فأخذه وقال :
أنا عشائي الدخان لينزل المطر عليكم .
نفخ سيجارته وبدأ يأكل بنهم شديد وهنا تركناه لحاله لكنه ناداني
ب( يا سا ند و تش ) فرجعت ، سألني : أنت جورج بوش أم القاضي ؟
أجبته بالنفي فقال والسرور بادٍ عليه) إذن أنت مش صورة من القرون الوسطى ـ رضي الله عنك .
وفي صباح اليوم الثالث رأيته في الشارع نفسه يمارس رياضته المعتادة ، أعطيته ساندوتشاً ثم سألته : من هو الصحفي ؟
ـ مفكر مصلح ، خبيث مخرب .قلت له: انت مش مجنون .
ـ أنت تخالف الإجماع الوطني إذن أنت أنا .
أين اسرتك ؟

ـ في ملفات أبشع قاضي . ثم طلب مني سيجارة فقلت : خطر على صحتك .
ـ أنا جرح ميت أنا جرح ميت وراح يكررها حتى غاب عن نظري فتركته لحاله.
وفي المساء مر بجانب المقهى نفسه فلفتٌّ انتباهه إلى رجل يحمل سلاحاً وفمه محشو( قاتاً) فركز
فيه برهة ثم قال :قتل عقله بسلاحه وكفنه بورقة قات.

وبينما نحن جلوس مد طفل متسول يده إلى المجنون الحكيم (طاهر) فانتفض وهو يرفع الطفل
بيديه ( صا ئحاً ) : يا غارة اللللللله ـ هؤلاء قادة العروبة غداً
أبشروا بالنصر ـ يا أمة( طاهر) ثم وجه أمره المشحون بالتهديد :أيها الجبناء
احملوه على رؤوسكم وامشوا معي .. الخـــوف ما يبـنـــيش وطــن .

ومضى لحاله يكرر العبارة وهو ينظر بعين الغضب إلى الجالسين الذين ما زالوا يعتقدون بأنهم عقلاء .
لقد بدا تأثيره البالغ في وجوه من حوله ولكن لسان حالهم: ما باليد حيـلة .
لكن أحسن مافعله الشباب بعد ذلك أن تعاهدوا على دعمه بالقول والفعل منطلقين من قول
المصطفى انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ) فراحوا يجمعون له التبرعات لعلاجه والانتصار لقضيته
إن كانت عادلة .

مع تحيات اختكم مرسال المحبة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خدو الحكمة من افواه المجانين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
بســمة ألم :: المنتدى الثقافي :: بوابة القصص القصيرة والروايات-
انتقل الى: