عرين الأسد --- أسد الشام عضو ذهبي
عدد الرسائل : 893 العمر : 39 تاريخ التسجيل : 21/04/2008
| موضوع: محمود درويش في ذمة الله الإثنين أغسطس 11, 2008 7:34 am | |
| لم ينزع مفتاح الباب، كي لا يموت وحيداً مثل معين بسيسو.. فالمفارقة كانت أشد عندما اضطر طاقم الأطباء إلى نزع أجهزة الانعاش كي يعلنوا مفارقة هذا القلب للخفقان..!.
[size=9]مات محمود درويش وهو يدرك أن (جداريته) الشهيرة لن ترد الموت على أعقابه بكل تأكيد، فرغم شعريته النادرة في التقاط مفردات الحياة، إلا أنه كان يدرك، عن عمدٍ، أيّ دفاعٍ سلبيّ يرتكبه الإنسان كي يفسّر وجوده على الأرض.. مات محمود درويش كي يطوي مرحلة كاملة من الحداثة ومن عذابات فلسطين، رغم إصراره أنه ليس شاعر القضية فقط، إلا أنها لبسته ولبسها، فصارت هويته، وكان في كثير من الأحيان رمزها ورائحتها ولون عينيها..! مات درويش وهو يخشى أن يتوقف عن الكتابة، ولحسن الحظ أن الكتابة أوقفته، فلم يعجز عن التدفّق حتى آخر رمق وآخر حرف وآخر شعر..!
[size=9]أنت منذ الآن غيرُك.. فماذا خلعت عباءة أحمد العربي وتركت الحصان وحيداً؟ هل كنت ستحذف أكثر من نصف شعرك كما كنت تقول؟ أم أن الجماهير كانت تغني في وادٍ وأنت في آخر لا تدركه لغةٌ ولا تختصره كاف تشبيه؟ [size=9]لماذا بكّرت كثيراً قبل أن تشاهد بأمّ عينك رحيل العابرين عن قريتك في الجليل؟ هل لأنك على ثقة برسخوك؟ أم لأن كل الكلام العابر لا يعدو كونه نزلة بردٍ أو إغفاءة عين؟ [size=9]لا أعتقد أنك ظاهرة كما يقول النقاد! كما أنك لست مجرد تاريخ لأحلامنا أو أوهامنا كما يظن البعض..! لست كلاماً نردّده في كتب القراءة أو نكتبه في دفاتر التعبير..! لستَ العيون التي تحدق من وراء الأسلاك.. ولا القلوب التي تنبض داخل البيوت..! ربما لست شيئاً من ذلك، وربما أنت كله مجتمعاً بكل تأكيد..! فأنا لا أدري حتى هذه اللحظة، حتى أغطيك بعباءة أحمد أم أنحاز إلى ذاتيتك أكثر؟ هل أختصرك في خريطة البلاد والنشيد الوطني؟ أم بكلماتك التي لم تفارق ولو للحظة هموم المجموع؟ هل أنت من اخترت أن تتلاشى في القضية، أم أنك شربت القضية وتنفستها حتى ذابت فيك؟ [size=9]حتى الآن لا أعرف إن كنت سأقول إنك قد متّ، أم مات الشعر والصور والعبارات؟ ففي كل مرة يظهر فيها أو ينتعش فنّ جديد، يهرع الجميع كي يؤكدوا انتهاء ديوان العرب واستقالته من المشهد نهائياً.. وكثيراً ما كنت أضحك وأنا أستمع إلى عبارات النعي التي تؤكد وفاة حصالة أحلامنا وحياتنا على مر العصور..! فلماذا الآن أشعر برحيلك أنني أشيّع العبارات والأبحر والتراكيب؟ هل لأنك جزء من حيويتنا وخيالنا؟ أم لأننا في زمن بتنا ندفن فيه كل شيء؟. [size=9]لا تقل (كأني لست مني) أو (لا أرى جسدي هناك).. فأنا (كأني لا كأني) أو بالأحرى (لستُ لي) بكل تأكيد.. لا تختصر استراحتك المعتادة بين المقاطع والصور والأبيات.. دع ذلك القلب يتنفس الصعداء قليلاً.. ثم ارحل على قدر ما تشاء من الخذلان.. أليس المدى مفتوح للأعداء والنسيان كما تقول؟ فلماذا زرعت كواكبك فوق أسوارنا، ثم مضيت باتجاه الجانب المعتم من الأرض؟ كيف استطعت على كل هذا القدر الهائل من الغياب؟ [size=9]الآن، وخيولك البرية تعدو أمامي، كأنها تلقت الإشارة للتوّ كي تنطلق.. سوف تتحول المدن إلى فرس من ياقوت كما تشتهي.. والأمهات ستصبّ كلماتك في أذهان أطفالهن كي لا ينسوا أبداً.. لن ننتبه وأنت تمر قربنا على الرصيف تماماً.. سيمرّ تاريخ كاملٌ ولن ننتبه.. هكذا لأجل جدار البيت.. واسمك، وإن أخطأنا لفظه عدة مرات.. ميمُ المتيّم والميتم.. وحاء الحبيبة.. وميم المستعدّ لموته.. وواو الوداع.. أما الدال.. فدربٌ ودمعه.. ألست خمسة أحرف أفقية التكوين كما كنت تقول؟ [/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size] | |
|
مرسال المحبة المشرف المميز
عدد الرسائل : 437 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 03/02/2008
| |
عرين الأسد --- أسد الشام عضو ذهبي
عدد الرسائل : 893 العمر : 39 تاريخ التسجيل : 21/04/2008
| موضوع: رد: محمود درويش في ذمة الله الثلاثاء أغسطس 12, 2008 8:07 am | |
| نعم شاعر العروية شاعر المقاومة شاعر الاجئين شاعر البندقية شاعر المجاهدين شكرا مرسااال على مرورك الكريم على صفتحي التي تشرف نورا وضياء بعد مرورك عليها دمتي بخير | |
|